بقلم المحكم الدولي سعيد الشامسي
مارس هوايتك دون وصي
من جماليات الفنون البصريةقراءة الصورة
مع ان النص المرئى تمثيل للواقع، إلا أنه في حقيقة الأمر خلق جديد من الزمان و المكان، ومن ثم فإنه يتميز بالحركية و التوتر و امتلاك إيقاعه الخاص، و لا تقع مفرداته في سلسلة طولية بنظام التعاقب بل تتبع بلاغتها الخاصة المتراكبة، تستخدم حيل التقدم و التأخير، الإيجاز و البطء، المجاز و الحذف، و تنتج معناها اعتمادا على موقع كل وحدة بالنسبة للوحدات الأخرى، فإذا عمد المصور مثلا إلى تقريب صورة العجلات الأمامية للسيارة المتحركة ثم لم تنفجر هذه الإطارات بعد ذلك أو تصدم أحد المارة كانت اللقطة إطناب معيبا يخلّ بأصول إنتاج المعنى و ربط متتاليات الصور في ” مونتاج” نحوى متماسك، خاصة إذا لاحظنا أن المقصود بالتركيز عليها لم يؤد إلى الكناية المعهودة عن شدة السرعة و ما يصاحبها من أزيز صوتي حاد، فإذا فقدت اللقطة المقربة وظيفتها كعلامة حالة على شئ آخر أصبحت عبثية و دعت المشاهد للبحث عن دلالات أخرى مما يؤدى إلى تعديل بناء النص البصري و إعادة تفسيره.د. صلاح فضلقرادة الصورة و صورة القراءة