فوتوغرافيا
التصوير .. وثائق لدراسة السلوك الإنساني (1-2)
المتأمّل في بدايات ظهور الصور الشخصية للوجود .. يُلاحظ عدداً من المفارقات والغرائب المحيطة بهذا الأمر ! عدا عن كلفة وتعقيد وصعوبة التصوير الشخصي منذ عقود .. لكن الملاحظة الأكثر إدهاشاً هي الصور الغاضبة ! لا أحد يبتسم في الصور ! العبوس والنظرات الحادة كانت هي العنوان العريض لتلك الصور .. لماذا ؟
في تقرير للزميلة نيللي عادل، نشرته شبكة الجزيرة الاعلامية، تم استعراض بعض أسباب هذه الظاهرة، ومنها أن الابتسامة في ذلك الوقت لم تكن مرتبطة بالتصوير مثل اليوم، ففي الأيام الأولى للتصوير الفوتوغرافي، كان التقاط الصورة الواحدة يستغرق عدة دقائق لأن الكاميرات آنذاك اعتمدت على التفاعلات الكيميائية البطيئة. وبالتالي إذا تحرّك الشخص أي حركة على الإطلاق، فستظهر الصورة ضبابية ومشوّشة. كما كان من الصعب البقاء منتصباً أمام الكاميرا بابتسامة لفترة طويلة من الزمن، لذلك كان الناس يتجهّمون أو يبدون جديين وجامدي الملامح لضمان النتيجة. ومع تحسُّن التكنولوجيا تدريجياً، بحلول عام 1845، أصبح وقت التعرض لالتقاط الصورة، أو ما يُعرف بالـ”إكسبوغر”، يستغرق أقل من دقيقة. إلا أن مفهوم الابتسامة في الصور استغرق حتى عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين كي ينتشر.
بعض الخبراء يعتبرون أن من الأسباب المنطقية وراء قلة الابتسام في التصوير الفوتوغرافي قديماً هو أنه فنٌ حديث استرشد بالعادات الموجودة مُسبقاً في الرسم، وهو الفن الكلاسيكي العتيق الذي وَجَدَ فيه الكثيرون أن الابتسامات أمر غير لائق وغير مناسب لتخليد ذكرى الأشخاص. كما كانت الابتسامات العريضة تُعتبر سلوكاً غير محتشم وغير مقبول اجتماعياً.
فلاش
مراحل تطوّر الفوتوغراف تقرأ تحوّلات التاريخ الإنساني
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae