الصورة .. تُحيلُ خريفَ بيروت ربيعاً – الجزء الثاني
“الثقافة حقٌ للجميع .. وليست حكراً على النخبة” كان هذا أحد الشعارات غير المباشرة التي استمتع بها الجمهور في النسخة الأولى لمهرجان بيروت للصورة، في سبعة عشر موقعاً داخل العاصمة اللبنانية وفي خمسة مواقع أخرى علىامتداد التراب اللبناني من جنوبه إلى شماله (صيدا وصور وبعلبك وطرابلسوحمّانا).
في الافتتاح الرسمي الذي اختار المنظّمون له موقعاً أمام مقر الحكومة، وفيساحة الحمّامات الرومانية الأثرية، قدَّمَ المعرض الأول صوراً تحت عنوان 1919 ليكشف للزائرين والمهتمين صوراً عمرها 100 عام أو يزيد توثّقُ لأحداثٍوأشخاصٍ وأماكن لربما كان من الصعب على هذا الجيل أن يراها أو يتخيّلشكلها قبل قرنٍ من الزمان، المصور صاحب الأرشيف ومعظم الشخوصفرنسيون، ولكن الناظر إلى الصور يقرأ التاريخ ويقرأ جمال البناء ويرنو من نافذةالمعرض على شخصياتٍ لم نعرفها سوى بالنصِّ التاريخي في كتبنا، لنراهامُجسّدةً أمامنا في هذا المعرض.
ينتقلُ المهرجان إلى المعرض التالي في أسواق بيروت النابضة بالحياة وهناك يصلُبنا إلى الحاضر المعاصر، فيقدِّمُ المصور صاحب الشخصية القوية والصوتالجهور “نبيل اسماعيل” رؤيته لبيروت في ليلها ونهارها، في مهرجاناتها وفيحفلاتها، في نهاية عامها وعلى اختلاف فصولها، يقدِّمُ مجموعةً من الصورتُلخّصُ بيروت بجُلِّ نشاطاتها.
ينتهي اليوم الأول لينقلنا إلى اليوم الثاني لنَقِفَ على عددٍ من الأعمال لعددٍ منالمصورين في معرضٍ مشتركٍ قدَّمَ فيه المصورون ملفاتهم وقصصهم المصوّرة منحول العالم، أما المكان فكان ساحة المكتبة العامة. هنا تجد النوبة المصريةواليونان وطقوسها اللاهوتية، وتذهبُ بعيداً إلى قبائل افريقية اصطادتها عدسةُمصورٍ سعوديّ، وتُعرِّجُ على مآسٍ من مجتمعاتٍ عربيةٍ وغربيةٍ وأفريقية.
فلاش
في بيروت .. تَعَملَقَت الصورة بقصصٍ حصريةٍ لم يسمعها أحدٌ من قبل !
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي