فوتوغرافيا
صور فائزة على وجبة الإفطار
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
يستيقظ ذلك الفتى فجراً، يستنشق عبير الصباح المنعش، يسمح للمياه بالانهمار فوقه لتغسل آثار الكسل وبقايا النعاس، وتمنحه طاقةً إيجابيةً كافية لتفاصيل هذا اليوم. وبما أن القهوة توأم الصباح ورفيقة المزاج الجميل، فقد كانت أول الواصلين على مائدة الإفطار الشهيّ.
بدأ تناول وجبة الإفطار بهدوء .. وعيونه تبحث عن تلك الشاشة التي ينتظر منها كل صباح وجبةً من نوعٍ خاص، وجبةً دسمة غنيّة بالطاقة الذهنية التي تقوم بتوسيع شرايين الخيال وإمداد العقل بفيتامينات البصيرة المتوقّدة. مايروق لهذا الفتى مشاهدته صباحاً مجموعة من الصور تنتمي لفئة واحدة .. إنها الصور الفائزة، ليست تلك التي حصدت الألقاب فحسب! بل التي فازت بشعبية الجمهور ورضا الناس وآراء النقاد واستحسان المشاهدين. فهو يجد غذائه البصري في تحديث عقله وأفكاره عن الصور الجميلة المدهشة الجاذبة للعين واللافتة للأنظار، تلك الصور الذي أجمع الناس على أنها مختلفة ومتفوّقة في شيءٍ ما حتى لو كانت على صعيد مسابقة تصوير متواضعة شارك فيها بعض أهالي بلدة صغيرة نائية لا يتجاوز عددهم 20 فرداً.
بالنسبة له مجموعة الصور هذه تقوم بإعادة ترتيب أولويات أفكاره لهذا اليوم، وتخبره ما يهمّه في حياته، وكأنها نشرة الأخبار الرئيسية للكوكب الذي يعيش عليه. فهذا الفتى ينفر من الصور التي لا نكهة لها ولا رائحة حتى لو كانت جميلة، يعشق الإدهاش والسبقَ وتخطّي المألوف وابتداع ما لم يخطر ببال أحد، لذا هو يُنتج الصور في مخيّلته أولاً .. ثم يُمضي عقود العمل الرسمية مع كاميرته لتحويلها لأعمالٍ مطبوعة على الذاكرة الرقمية. ثم يختارُ منها فقط الصور التي تستحق أن تظهر على تلك الشاشة .. حاملةً توقيعه وبشارات الفوز.
فلاش:
كما تُحسن اختيار أصحابك .. يجب أن تختار بعناية المساحات التي يمضي فيها عقلك معظم أوقاته