إستمتع بهوايتك دون وصي
في هذا الكتاب الصغير حاولتُ ان أُنشئ نظرية مكتملة في الفن البصري. لقد قدمت فرضية يمكن بالإحالة إليها أن تُختبر وجاهة ( و إن لم يكن صواب ) الأحكام الإستطيقية جميعا، وفي ضوئها يغدو تاريخ الفن من العصر الحجري إلى اليوم مفهوما، و بتبنيها نقدم دعما فكريا لقناعةٍ عالمية، تقريبا، و موغلة في القدم.
يطوي كل منا جوانحه على اعتقاد بأن هناك فرقاً حقيقيا بين الأعمال الفنية و جميع الأشياء الأخرى. هذا الاعتقاد تبرره فرضيتي. إننا جميعا نشعر بأن الفن هامٌ غاية الأهمية؛ و فرضيتي تقدم السبب في اعتباره كذلك. و الحق أن الميزة الكبرى لفرضيتي هذه أنها تبدو مسِّرةً لما نعرف أنه حق. و مَن يهمه اكتشاف السبب الذي يجعلنا نطلق على سجادة فارسية أو جدارية لبيرو دلا فرانشيسكا عملاً فنيا و نطلق على تمثالٍ نصفي لهادريان أو لوحةٍ شعبية تعالج مشكلةً عملاً ساقطا – من يهمه اكتشاف ذلك فسوف يجد هنا ضالته.
و سيجد أيضا أن الرواسم المألوفة في النقد، من مثل “وسم جيد”، “تصميمٌ رائع”، “آلي”، “غير محسوس”، “غير منظم”، “حساس”، سيجد هذه المصطلحات قد أخذت ما تفتقر إليه أحيانا: معنى محددا. و بإختصار فإن فرضيتي تعمل بنجاح؛ ذلك شئ غير معتاد.
و بدت للبعض لا ناجعةً فحسب بل صحيحة، تلك شبه أعجوبة.
ربما يؤسس المرءُ نظريةً في خمسين أو ستين ألف كلمة تأسيسا كافيا، و لكنه لا يمكن أن يدعي أنه تأسيس مكتمل. إن كتابي تبسيط. فقد حاولت أن أجترح تعميما عن طبيعة الفن يتكشف أنه صحيح و متسق و شامل في آن معا.
كتاب: الفن
تأليف كلايف بل
ترجمة دكتور عادل مصطفى
مراجعة و تقديم دكتور ميشيل ميتياس