في إطار “مهرجان بيروت للصورة 2019” الذي يرعاه دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وتنظمه “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة”، والذي افتتح أمس بمعرضين عن بيروت 1919 وبيروت الآن، افتتح وزير الثقافة الدكتور محمد داوود، ممثلاً بالمديرة التنفيذية للمكتبة الوطنية السيدة جلنار عطوي، اليوم الخميس 5 أيلول/ سبتمبر، المعرض العام للمهرجان في المكتبة الوطنية، الصنائع، تبعه، اليوم أيضاً، افتتاح وزير الإعلام السيد جمال جرّاح، معرض “الصورة الصحفية”، في قاعة ليلى الصلح حمادة (القاعة الزجاجية).
حضر المعرض الأول، بالإضافة إلى ممثلة الوزير، دبلوماسيون أجانب، وحشد من المثقفين والمصورين، على رأسهم رئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان، رئيس البحوث والتطوير في جائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد أل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي في دبي محمد ضو، مدير غاليري قدرات عبد الرحيم العرجان.
وتضمن المعرض أعمالاً لـ87 مصوراً من لبنان والعالم، يقدمون 35 مشروعاً مصوراً، تعكس التنوع الموجود في عالم الصورة الفوتوغرافية اليوم، فبالإضافة إلى الصور التي تظهر الغنى الحضاري والثقافي في العالم، هناك صور تهتم بالتقاليد والطقوس الدينية، وتوثيق الحياة الاجتماعية، أو تعالج قضايا البيئة والإنسان، في حين يركز بعض المصورين على الناحية الفنية، فيجتهدون في إبداع كادرات جاذبة، وتقديم مقاربات فنية تنتمي إلى المدارس الفنية الحديثة، لا سيما الفن المفاهيمي.
وانتقل الحضور إلى المعرض الثاني الذي افتتحه وزير الإعلام بكلمة قال فيها:
“نحن في لبنان نعود اليوم إلى طبيعتنا، فقد كنا البلد الرائد في إنتاج معارض الصور والفنون والمهرجانات عموما. لقد غبنا لفترة عن المسرح الثقافي، نظراً إلى الظروف السياسية والأمنية التي مرّ بها لبنان، لكننا اليوم نستعيد مكانتنا الثقافية، وتستعيد بيروت مركزها ودورها الثقافيين في المنطقة. ونحن نشجع وندعم هكذا أحداث فنية وثقافية”.
وتابع الوزير الجراح: “تناول هذا المعرض بصوره موضوع اللجوء خاصة، ونحن في العالم العربي تألمنا كثيراً من موجات اللجوء. أما في لبنان خاصة فنحن نستضيف اللاجئين الفلسطينيين، ويجب أن نتعامل مع هذا الموضوع بإنسانية.
ضم هذا المعرض صوراً مختلفة تعبر عن تجربة التقاط الأحداث الغنية والمعبرة، بشجاعة ودقة وصدق، وتقدم نتاج المصور الفوتوغرافي الصحفي الذي يشقى من أجل أن تصل الصورة إلى كل وسيلة إعلام وكل بيت، وتنقل الحدث ممتزجاً في المشاعر والأحاسيس. على أن بعض الصور المشاركة في المعرض تسجل لحظات مهمة في تاريخ العالم، ولقطات بارزة من الأحداث التي تدور فيه، وقد حاز بعضها جوائز دولية مهمة.
وكانت “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة” التي أطلقت هذا المهرجان في نسخته الأولى، بدعم من بلدية بيروت، وبالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والإعلام قد وزعت برنامجاً مفصلاً أعلنت فيه عن 22 معرضاً تقام في إطار هذا المهرجان الذي يشارك فيه 122 مصوراً فوتوغرافياً من العالم.
يذكر أن يوم غد الجمعة 6 أيلول/ سبتمبر 2019، السادسة مساء، يفتتح معرض “سجون لبنان” للمصور الصحفي اللبناني هيثم الموسوي في غاليري ليتيسيا، الحمرا. يستمر حتى 14 منه.
والسبت 7 أيلول/ سبتمبر 2019 يفتتح رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني معرض “صيادو رأس بيروت” للمصوراللبناني مروان نعماني على كورنيش عين المريسة.
والإثنين 9 أيلول/ سبتمبر 2019، يفتتح سعادة محافظ بيروت القاضي زياد شبيب في بيت بيروت (السوديكو)، الساعة السادسة مساءً معرضاً تكريمياً لمصورتين رائدتين: الفلسطينية الراحلة كريمة عبود، لمناسبة مئة سنة على إبداعها، والتي يمكن أن تكون أول امرأة عربية تحترف التصوير الفوتوغرافي، وماري الخازن أول مصورة امرأة لبنانية. بالإضافة إلى مجموعات أخرى لأديب شعبان وعلي بن ثالث في معرض لكل منهما عن الصحراء والماء، ومعرض لأيمن لطفي تحت عنوان “بورتريه مفاهيمي”.
على أن تتوالى تواريخ افتتاح المعارض الأخرى التي يتضمنها المهرجان في أكثر من منطقة من بيروت، بالإضافة إلى مناطق لبنانية أخرى مثل طرابلس وصيدا وبعلبك وصور وحمّانا وسواها.
أردنا بهذا المهرجان تأكيد الدور الذي كانت تلعبه بيروت، واستعادة موقعها كملتقى للثقافة العربية وثقافات العالم، بكل تنوّعها واختلافها. كما أردنا تأكيد دور الصورة في بناء المجتمع وتطوره وتغييره والتأثير فيه، في عصر الإنترنت وإعلام الوسائط الاجتماعية الذي يفرض على كل مواطن أن يكون مراسلًا صحفيًّا.