“مهرجان بيروت للصورة 2019” في طرابلس
أسرار الحياة اليومية والانتظار الصعب يستمر “مهرجان بيروت للصورة 2019” الذي يرعاه دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وتنظمه “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة”، في تقديم فاعلياته التي بدأها في 4 أيلول/ سبتمبر الجاري، وأُنجز منها حتى الآن اثنا عشر معرضاً، فقد افتُتح مساء اليوم الجمعة 20 أيلول/ سبتمبر 2019، في “ورشة 13 مساحة للفن والمدينة” (طرابلس، الميناء)، معرضٌ هو الثالث عشر في روزنامة المهرجان، ضم صوراً للمصورة اللبنانية ماري الخازن، المرأة الأولى التي خاضت غمار المهنة في لبنان، تحت عنوان “بصورها حمت الحياة، وصوراً اًخرى للمصور الطرابلسي بدر صفدي، تحت عنوان “في هذا المكان حتى سقوط الليل”، بحضور حشد من المثقفين، والمتابعين للفنون من أبناء طرابلس وجوارها، والمصورين، إضافة الى حضور لمتابعين أجانب.
صور ماري الخازن (1899-1983) هي جزء من مجموعة كبيرة من الصور التي تمثل تجربتها كواحدة من أوائل المصورات العرب، وقد احتفت “جمعية مهرجان بيروت للصورة” بها لمناسبة مرور 120 سنة على ميلادها، واعتبرتها من واجهات أنشطته، وقد وزعت أعمالها على عدد من المعارض، بينها معرض طرابلس، وهي من منطقة زغرتا المجاورة لعاصمة الشمال اللبناني.
في الحيز المخصص لماري الخازن صور تعرّف بمختلف الطبقات الاجتماعية، وتوثّق تقاليد الريف اللبناني، وبساطة الحياة اليومية، بدءاً من عشرينيات القرن العشرين، كما تقدم توثيقاً مهماً للكثير من الأماكن والمشاهد الطبيعية والأسر والبورتريهات.
أما صور بدر صفدي فتحكي عن فكرة الانتظار الذي يترقب حدوث شيء ما، أو السكون الملغّم، حيث الوجوه والأجسام تستسلم للحظة التي جمدتها فيها عدسة المصور طبيعة صامتة، كما تستسلم لذلك الجو الذي لا يخلو من الحزن والألوان القاتمة.
تغزو وجوه صفدي غيوم سوداء تُدخِلها عنوة في الإبهام والتجريد والضبابية والغموض، كي يصبح السر أقوى والصمت أكثر تعبيراً. المرأة الجالسة على كرسي الانتظار ما زالت تنتظر من زمن غير محدد، وفي مكان غير محدد، فالمكان والزمان يفتحهما المصور على الأفق، بحيث تصلح الصورة لأي مكان أو زمان، ولا تتحدد بأي منهما، فالمهم عنده هذا التعبير الإنساني عن أهل وإخوة وأصدقاء وأحبة ينتظرون شخصاً أو أكثر، يعود إليهم من مكان بعيد.
يستمر المعرض حتى 29 أيلول/ سبتمبر، ويُفتتح يوم غد السبت 21 أيلول/ سبتمبر، الساعة السادسة مساء، في المسرح الوطني اللبناني، صور، الميناء، شارع سينما ريفولي، معرض للاحتفاء برائدة التصوير العربي كريمة عبود. كما يفتتح نهار الأحد، الساعة السادسة مساء، في فندق غولدن تيوليب سرنادا، الحمرا، شارع المقدسي، معرض صور من فلسطين، فيه مجموعة من المشاريع الفوتوغرافية لفوتوغرافيين فلسطينيين، تحت عناوين: لا تزال غزة صامدة، غزة مدينة الأطراف المبتورة، ترجعوا بالسلامة، وعلى هذه الأرض.
على أن تتوالى تواريخ افتتاح المعارض الأخرى التي يتضمنها المهرجان في أكثر من منطقة من بيروت، بالإضافة إلى مناطق لبنانية أخرى.
وكانت “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة” التي أطلقت هذا المهرجان في نسخته الأولى، بدعم من بلدية بيروت، وبالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والإعلام قد وزعت برنامجاً مفصلاً أعلنت فيه عن 22 معرضاً تقام في إطار هذا المهرجان الذي يشارك فيه 122 مصوراً فوتوغرافياً من لبنان والعالم.