“مهرجان بيروت للصورة” في خان الإفرنج بصيدا
الصورة تحمي حياة الناس
يستمر “مهرجان بيروت للصورة ٢٠١٩” الذي يرعاه دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وتنظمه “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة”، في تقديم فاعلياته التي بدأها في ٤ أيلول/ سبتمبر الجاري، وأنجز منها حتى الآن افتتاح عشرة معارض، فقد افتُتح مساء اليوم السبت ١٤ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٩، في خان الإفرنج، صيدا، معرضٌ لأول مصورة لبنانية أنثى هي ماري الخازن تحت عنوان “بصورها حمت الحياة”، وآخر للمصورة اللبنانية رولا جواد تحت عنوان “حكاية صياد من صيدا”، بحضور النائب بهية الحريري والدكتور عبدالرحمن البزري وحشد من المثقفين والمتابعين وأهل مدينة صيدا.
مارست ماري الخازن (١٨٩٩ – ١٩٨٣) هواية التصوير كنوع من الترف، فهي ابنة عائلة المشايخ الأرستقراطية، صورت العائلات الميسورة، بأناقتها وأزيائها وتنوعها في ذلك الزمن، من بدايات القرن العشرين، والتقطت صوراً للسيارات الفخمة، وكانت نصيرة للمرأة يحلو لها أن تصورها أحياناً بأزياء الرجال، كأن تلبسها طربوشاً. صورها تنم عن طموح إلى أن تكون مختلفة، تقدم صورة جديدة غير تقليدية، لذا قامت بتجارب فنية لفتت بها متابعيها. ولا بد من التذكير بأن أعمالاً لها أيضاً تشارك في معرض تكريمي أقيم لها في إطار “مهرجان بيروت للصورة”، في “بيت بيروت” (السوديكو).
رولا جواد عرضت في خان الإفرنج أيضاً مجموعة من صورها التي تناولت حياة الصيادين في صيدا، ومعاناتهم وضيق عيشهم، ومعروف أن في صيدا حالياً قرابة ٢٠٠ صياد، يعملون على متن ١٤٠ مركباً، ورثوا مهنة الصيد أباً عن جد، حتى بات صيد السمك في صيدا إرثاً وجزءاً ل يتجزأ من حياة المدينة وعمل عدد من عائلاتها الفقيرة. من هذا المنطلق كان اهتمام رولا جواد بصيادي السمك في صيدا، ليأتي معرضها جزءاً من مشروع توثيقي فوتوغرافي أوسع لهذه الحرفة، بكل تفاصيلها، بل بكل ما يتعلق بها وما يحيطها، فتصور المراكب التي تسرح ليلاً لرمي الشباك، وتلك الراسية في الميناء، وتضم إلى صورها القلعة التي تشكل معلماً مهماً مرافقاً لصورة مرفأ الصيادين. ولا يكتمل المشهد عندها إلا لتزاوج في معرضها بين المشهد العام، المتمثل بمشهد المراكب مجتمعة في المرفأ، أو مشهد الصيادين مجتمعين في المقهى، والمشهد التفصيلي، المتمثل بتنظيف الشباك أو السمك المصيد على مفرش البيع وسوى ذلك من تفاصيل أدوات الصيد. وهكذا، في الوقت الذي تهتم رولا جواد بجماليات الصورة في عدد من الأعمال، يبقى الهم التوثيقي غالباً في معرضها.
يستمر معرض الخازن وجواد في خان الإفرنج حتى ٢٣ أيلول/سبتمبر الجاري. ويفتتح في إطار المهرجان أيضاً يوم الخميس المقبل ١٩ منه، الساعة السادسة مساء، في دار المصور، معرض “مستشفى غزة” لشيرين يزبك. كما يفتتح يوم السبت ٢١ أيلول/ سبتمبر، الساعة السادسة مساء، في “ورشة ١٣ مساحة للفن والمدنية بطرابلس، معرض لماري الخازن بعنوان “بصورها حمت الحياة”، وآخر للمصور بدر الصفدي بعنوان “في هذا المكان، حتى سقوط الليل”.
على أن تتوالى تواريخ افتتاح المعارض الأخرى التي يتضمنها المهرجان في أكثر من منطقة من بيروت، بالإضافة إلى مناطق لبنانية أخرى مثل طرابلس وبعلبك وصور وحمّانا وسواها. وكانت “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة” التي أطلقت هذا المهرجان في نسخته الأولى، بدعم من بلدية بيروت، وبالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والإعلام قد وزعت برنامجاً مفصلاً أعلنت فيه عن ٢٢ معرضاً تقام في إطار هذا المهرجان الذي يشارك فيه ١٢٢ مصوراً فوتوغرافياً من لبنان والعالم.