بقلم محمد الضو
مهرجان بيروت للصورة …. الثقافة حق للجميع وليست حكراً على النخبة
بيروت الجميلة كانت على موعد مع مهرجانها الأول للصورة حيث احتفلت به في سبعة عشر موقعاً داخل العاصمة اللبنانية وفي خمسة مواقع أخرى على امتداد التراب اللبناني من جنوبه إلى شماله (صيدا وصور وبعلبك وطرابلس وحمّانا)، وفي كل معرض كانت النكهة مختلفة.
في الافتتاح الرسمي الذي اختار المنظمون له موقعاً أمام مر الحكومة وفي ساحة الحمامات الرومانية الأثرية قدم المعرض الأول صوراً تحت عنوان 1919 ليكشف للزائرين والمهتمين صوراً عمرها 100 عام أو يزيد توثق لأحداث وأشخاص وأماكن لربما كان من الصعب على هذا الجيل أن يراها أو يخطر له كيف كان شكلها قبل قرن من الزمان، المصور صاحب الأرشيف فرنسي والشخوص في معظمها فرنسيون وضيوف المحتل الفرنسي في لبنان ولكن الناظر إلى الصور يقرأ التاريخ ويقرأ جمال البناء ويرنو من نافذة المعرض على شخصيات لم نعرفها سوى بالنص التاريخي في كتبنا وتراها مجسدة امامك في هذا المعرض.
ينتقل المهرجان إلى المعرض التالي في أسواق بيروت النابضة بالحياة وهناك ينتقل إلى الحاضر المعاصر، ويقدم المصور صاحب الشخصية القوية والصوت الجهور “نبيل اسماعيل” رؤيته لبيروت في ليلها ونهارها، في مهرجاناتها وفي حفلاتها، في نهاية عامها وعلى اختلاف فصولها، يقدم مجموعة من الصور تلخص بيروت بجل نشاطاتها.
ينتهي اليوم الأول ونسير إلى اليوم الثاني لنقف على عدد من الأعمال لعدد من المصورين في معرض مشترك قدم فيه المصورون ملفاتهم وقصصهم المصورة من حول العالم والمكان هو ساحة المكتبة العامة، لن نطيل فهنا تجد النوبة المصرية وتجد اليونان وطقوسها اللاهوتية، وتذهب بعيداً إلى قبائل افريقية اصطادتها عدسة مصور سعودي، وتعرج على مآسٍ من مجتمعات عربية وغربية وأفريقية.
الجميل في يومنا الثاني أن المصورين كانوا يمثلون الطيف كاملاً من الهاوي الموهوب إلى المحترف الموفق، وكان المعرض الثاني في هذا اليوم في مقر وزارة الثقافة ليجمع مآسي عالمنا وما شهده من لجوء وحروب وتطرف ونفاق وتزوير بعدسات عالمية.
للحديث بقية …