استمتع بهوايتك دون وصي
التعديل التكيفي في الفنون
ينشأ التغير في أشكال الثقافة من البيئات المتصلة بها، سواء كانت مادية أو ثقافية. و تشمل البيئة المادية المكان الطبيعي الذي تعيش فيه الجماعة و مواردها في أي وقت معين، و كذلك المعالم المادية التي يدخلها الانسان كالطرق و المباني. و هذي المعالم تعتبر معالم ثقافية بصورة جزئية، غير أن البيئة الثقافية تشمل أيضا الخلفية غير الملموسة التي تتألف من العادات و المعتقدات، و الاتجاهات و الأنشطة. و يلاحظ أن الفن، أو الدين، أو العلم، كفرع خاص من الثقافة، يضم الى بيئته في أي وقت معين كل ما تبقى من النمط الثقافي للشعب المعنى. و كل جزء منه يتأثر بكل جزء آخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و التغيرات في أنماط الشكل داخل أي نطاق معين كالتعليم مثلا، ينبغي أن تكيف نفسها مع التغيرات التي تحدث في نطاقات أخرى، لأن التأثير المتبادل هو ظاهرة دائمة في أية ثقافة متماسكة محبوكة قوية النسج، كما أن الأجزاء المختلفة من هذه الثقافة تؤثر تأثيرا كبيرا أو قليلا على الكل الثقافي في أزمنة و أماكن مختلفة
و عندما تحدد سمات ثقافية و مجموعات من السمات الثقافية في الفن عبر الزمن، فانها غالبا ما تسير في تحدرها من الناحية الاجتماعية و كذلك من الناحية الجغرافية، من طبقة الى طبقة، و من اقليم الى اقليم، و من شعب الى شعب. و في عملية سيرها هذه تتغير بفعل التكيف مع البيئات الجديدة المتغيرة، من طبيعية و ثقافية. فالبوذية و الفن البوذي اعتورتهما تغيرات واسعة في انتقالهما من الهند الى أندونيسيا، و الصين، و التبت، و اليابان. و المسيحية و الفن المسيحي تطورا في اتجاهات مختلفة في الامبراطوريتين الرومانيتين الغربية و الشرقية، و في أوربا الاقطاعية، و في ألمانيا البروستانتية، و في أمريكا الصناعية الديمقراطية.
كتاب التطور في الفنون ( الجزء الثاني )
تأليف: توماس مونرو
نقلة الى العربية
محمد علي أبو درة
لويس اسكندر جرجس
عبدالعزيز توفيق جاويد
راجعه: أحمد نجيب هاشم