إستمتع بهوايتك دون وصي بقلم المحكم الدولي سعيد الشامسي
استمتع بهوايتك دون وصي
الأسس الإدراكية و التاريخية و النظرية للتعلم البصري
يقوم مفهوم الثقافة البصرية على عدة روافد و جذور، و لتقبل هذا المفهوم ينبغى علينا معرفة جذوره منذ بداياته التاريخية الأولى، فالثقافة البصرية كمفهوم يقوم على مجموعة من الأفكار التي تم استعارتها من الفلسفة، و الفن، و علوم اللغة، و علم النفس الإدراكي، و نظرية الصورة الذهنية ” Imagery Theory “، و بالطبع من علوم و أبحاث الاتصال، و كل هذه المجالات قد ساهمت بشكل او بآخر في تنمية مفهوم الثقافة البصرية، و الهدف من هذا الباب هو تقديم تصور معين للقارئ نحو المبادئ التي بنى عليها هذا المفهوم المتعدد الروافد.
هناك عدة تفسيرات متباينة لمعنى ” الثقافة البصرية”، فباستخدام الفلسفة، و الفنون، و علوم اللغة كأسس نظرية للثقافة البصرية، وضع ” جون هورتن John Hortin ” تعريفاً للثقافة البصرية كما يلي: ” هي القدرة على فهم ( أو قراءة ) و استخدام ( أو كتابة ) الصور، و التفكير و التعلم من خلالها “، و من خلال نظرته هذه؛ فقد أشار إلى كافة الأطر النظرية الموجودة في مختلف العلوم و المجالات و التي تقدم أطروحات و نظريات تخدم هذا التصور، و قد اختتم الفصل الذي كتبه بجملة بليغة و هي : “الثقافة البصرية هي التدريب على التفكير البصري”.
و الإدراك، و الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الثقافة البصرية، هو عملية معقدة و مستمرة، تؤثر في كل الأنشطة المرتبطة بالاتصال و التعلم، و الاإدراك يتكون من عدة خطوات أساسية هي: اختيار، و تنظيم، و تفسير البيانات، و هذه المراحل تتأثر بدورها بعدة عوامل، بما فيها الإطار المرجعي ” Frame of References ” ( أو الخبرة الشخصية السابقة ) للشخص المتلقي.
و بينما تبدو هذه العملية معقدة إلى حد ما؛ فان المفهوم الذاتي للشخص له تأثير واضح على عملية الإدراك، فعلى الرغم من أن الإدراك له تأثير على الشخص الذي يتلقى المعلومات أو البيانات، إلا أن الشخص المتلقي له أيضاً تأثير على عملية الإدراك، أن الفرد لا يمكنه الانتباه إلى كل المعلومات الموجودة في موقف معين، لذلك يأتي دور عملية الترشيح ” Filtering ” في هذه الحالة. و بناء عليه؛ تعمل الخبرات السابقة للفرد و التي تؤثر بدورها في طبيعة عملية الترشيح كمحدد فعال في تطوير الكفايات الخاصة بالثقافة البصرية.
كتاب: الثقافة البصرية …و التعلم البصري
إعداد: فرانسيس دواير و ديفيد مايك مور
ترجمة: د. نبيل جاد عزمي