استمتع بهوايتك دون وصي
الاغفال الحديث للمشاكل الفلسفية في تاريخ الفن
لم تلق نظرية التطور في الفنون إلا قليل من اهتمام المؤرخين الغربيين خلال النصف الاول من القرن العشرين، و ذلك القليل الذي قالوه عنها كان أغلبه في جانب المعارضة. و كانت القضية، فيما يختص بتاريخ الفن كما في العلوم الاجتماعية، لا تزال مهوشة مرتبكة بسبب الاختلاف على مدلول كلمة “التطور” و معانيه فيما يتعلق بالظواهر الثقافية، و كثيراً ما كان تفكير المدافعين عنه و المهاجمين له منصرفاً إلى اشياء مختلفة كل الاختلاف دون أن يتبنوا هذه الحقيقة.
و كان البحث الدقيق و الاسناد المغالي فيه إلى الوثائق يشكلان أسلوب ذلك العصر، كما كانت كل صياغة للنظريات موضع الشك. و كان لرد الفعل الذي أحدثه العالم بوس “Boas” في علم الانثروبولوجيا ما يقابله في تاريخ كل الفنون و نقدها، بما في ذلك الموسيقى و الادب، وفق نزعة مشتركة إلى تجنب القضايا الفلسفية أو رفضها دون اهتمام أو مبالاة. و كان علماء تاريخ الفن ينبهون إلى أن الدراسة السليمة تتطلب التركيز الشديد على فن واحد و عصر واحد. و ما حان منتصف القرن العشرين حتى كانت النظرية القائلة بأن الفن ينمو كجزء من التطور الثقافي قد أغفلت تقريباً، فيما عدا أن بعض الاصوات كانت تنكرها في ايجاز بين الحين و الحين.
كتاب: التَّطوُرْ فى الفنون ( الجزء الاول )
تأليف توماس مونرو
نقله الى العربية
محمد على أبو درة
لويس اسكندر جرجس
عبدالعزيز توفيق جاويد
راجعه أحمد نجيب هاشم