إستمتع بهوايتك دون وصي
قد يزودنا الفن باقتناعات شخصية معينة، و يمكن قياسها بما نشعر به عند قراءة الكتب أو مشاهدة المسرحيات و الباليه، أو الاستماع الى الموسيقى، و هذه الاقتناعات تأتي من الاستجابات الجسمية و العقلية و العاطفية لما يمارسه الفنان و ما يحاول أن ينقله الينا. و ان مجرد تقديرنا المادي لعمل قوي ضخم من النحت، و العظمة التي يوحي بها مبنى مهيب. و الرضا البصري و العقلي عند استيعاب تكوين لوحه فنيه. و العاطفة الجياشة بالرهبة، و الشفقة و الغضب، و السرور الذي تثيره عدة أنواع مختلفة من الاعمال- يتركنا كل هذا بنفس الشعور بالامتلاء العاطفي الذي تقدمه سيمفونية عظيمة أو تكوين موسيقي. أو مسرحية قد أحسن أداؤها.
و لكن وظيفة الفن تذهب الى أبعد من ذلك. فقد تبرز في كل شكل رمزي ( و هذا بطريق غير مباشر ) حقائق شاملة معينة. و قد يكون لهذه الحقائق في النهاية أكبر معنى يمكن أن يوجد بالنسبة لنا. و سوف نحاول هنا أن نتعرف أكبر عدد ممكن من أنواع الرضا الشخصي الذي نحسه و الذي يدخل ضمن الاستمتاع بالفن و تفهمه.
و سيكون هناك مع ذلك عناصر معينة في مستوى البديهة ( التي لا تتصل بالعقل ) يمكن أن نشير الى وجودها و لكنا لن نستطيع تفسيرها بدون شك. و كما هو في الفنون غير التشكيلية كالموسيقى و كتابة المسرحية، فان هذه الظروف تعطي مرونة، لا نهاية لها. للانفعالات التى يمكن حدوثها، و لدرجات المتعة المستمدة منها، معتمدين على مشاعرنا الخاصة و يمكن أن تجعل هذه العوامل الملموسة المضافة الزائدة و الاقتناع الروحي. الانفعال بالفن واحدا من التجارب العظيمه التي يستطيع الانسان ان يجتازها.
الفنون التشكيلية و كيف نتذوقها
تأليف : برنارد مايرز
ترجمة
د. سعد المنصوري و مسعد القاضي
تقديم و مراجعة محمد خطاب
(الصورة المرفقة اخذت في قبو معبد روماني قديم
في الصورة تظهر مصورة و فنانة ايطالية)