فوتوغرافيا
كيرتيش .. المؤسّس والشاعر – الجزء الثاني
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
الجمع بين التوثيق الصحفي والتشكيل الفني الجميل، أمرٌ نادر الحدوث في أوساط المصورين، ندرةٌ من المصورين فقط نجحت فيه. لقد كان هو ذلك المصور الصحفي الذي يُقدّم وثيقةًبصريةً دامغةً حاسمةوجميلةً مُفعمةً بالإحساس في نفس الوقت !! وربما تكون هذه من أسباب تلقيبه بـ”شاعر الصورة”.كان كيرتيش من المجدّدين الذين طرقوا باب التجريب وأبدعوا فيه إبداعات كثيرة ! مثل اختصاره بعض الصور في تفاصيل صغيرة فيها دون إظهار الوجوه المعتادة آنذاك.
عُرِفَ عنه شراؤه لأول كاميرا بمجرّد حصوله على عمل، ومن صوره الأولى التي وجدت طريقها للنشر واشتهرت كثيراً،صورة الشاب الذي يغفو في مقهى في بودابست عام 1912. قام بإصدار مجموعةٍ من الكتب البصرية منها “أطفال” عام 1935 و”باريس كما أراها” و”أصدقاؤنا الحيوانات” عام 1936 و”60 عاماً من صور كيرتيش” عام 1972.
لَعِبَت باريس دوراً هاماً في تحفيزه الفني وفيها أنتج نخبة أعماله، وعلى ضفاف نهر السين التقى بالرسامين “موندريان” و”برانكوزي”و”كالدر” حيث صوّرهم وتعرّف على أعمالهم وتحدّث معهم طويلاً. وفيها التقى بالمصور المجريّ الشهير “براساي” والذي قدّم شهادته في كيرتيش بقوله: بفضله اكتشفتُ التصوير.
في الخمسينيات ظهرت العدسة المركّبة ذات الأبعاد الطولية المتعدّدة، ولأن لايكا M غير مصمّمة لهذا النوع من العدسات فقد اضطر لاستعمال كاميرا من نوع العدسىة الواحدة العاكسة SLR، إلا أن معظم أعماله الرائعة كانت من خلال لايكا.
من الأمور اللافتة جداً في مسيرة هذا المصور التاريخي، أنه قام بتجربة التصوير الملوّن ! إلا أن النتائج كانت مخيّبة تماماً بالنسبة له ! فعاد للتصوير الكلاسيكيّ. أعمال كيرتيش تُباع حالياً في المزادات العالمية بأسعارٍ تُعتبر الأعلى عالمياً بعد “مان راي”.
فلاش:
هل تتصوّرون حجم خسارة التاريخ البصري .. لو اتّبَعَ “كيرتيش” السائد بدلاً من التجديد !