كيرتيش .. المؤسّس والشاعر – الجزء الأول

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

فوتوغرافيا
كيرتيش .. المؤسّس والشاعر – الجزء الأول
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae
من يتبحّر في سيرة المصور المجريّ المولود عام 1894 في بودابست، يجد نفسه أمام سيرةٍ بصريةٍ فريدةٍ من نوعها، تركت العديد من البصمات على فن التصوير وعلى كبار فنّانيه أيضاً، الأمر الذي قاد عدداً من نقّاد الصورة ومؤرخيها لاعتباره “مؤسّساً للفن الفوتوغرافي الحديث”، حيث قال عنه المصور الشهير “هنري كارتيه بريسون”: نحن جميعاً مدينون له بشيءٍ ما.
إنه أندريه كيرتيش، المولودُ بعينٍ بصريةٍ حاذقةٍ بالفِطرة دون وجود كاميرا، وحاسةٍ تشكيليةٍ خاصة قال عنها بنفسه: إن الحاسة التشكيلية وُلِدَت معي ! لقد كان يرى ماحوله ويتصوّر في الحال كيف ستظهر الأشياء في الصورة. نشأ في مجتمعٍ مختلطٍ مع الغجر وكان له منهم التوق للتغريد خارج السرب وإعادة تأطير القواعد بدلاً من اتباعها كما هي، انجذب كيرتيش منذ نعومة أظفاره للمجلات المصورة والأنشطة مثل صيد الأسماك والسباحة في نهر الدانوب، وكانت لقاءات كيرتيش الأولى مع المجلات ملهمة له لتعلّم التصوير الفوتوغرافي.
كان كيرتيش من أوائل من استخدم “لايكا” صغيرة الحجم سريعة الاستجابة عند وصولها لباريس في العشرينيات، وكان يُفضّل دوماً الكاميرات الصغيرة لسهولة استخدامها في أهدافه الفوتوغرافية المثيرة للجدل، وهي تصوير الناس خلسة دون أن يشعروا – ودون إذنهم – حسب التعريفات المعاصرة لهذا السلوك. لم يكن مهتمّاً بالتفاصيل في صوره قدر اهتمامه بكثافة الحركة وانسيابيتها في مشي الناس على الطرقات وسلوك الطيور في الحدائق وتتبّعها حتى السقوف العالية.
كان كيرتيش منحازاً للصورة المغبشة ! حيث يعتبر الوضوح الشديد في الصورة ليس من علامات الجمال، كونه يتناقض مع واقع الحياة التي كان يصفها بالمغبشة وغير الواضحة في العديد من الأحيان. كما أنه برع في التغبيش بواسطة الكاميرا بتوظيف الانعكاس بواسطة ألواح الصفيح.
فلاش:
قراءة سير مؤسسي الفوتوغرافيا، تُخبركَ عن مساحة دور البصيرة في تطوير التصوير

Exit mobile version