فوتوغرافيا
التلوين .. يمنح الحياة للتاريخ البصري
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
على عكس الاعتقاد السائد بأن الصور الملوّنة هي صاحبة الحظ الأقوى والحضور الأبرز، كان الواقع مخالفاً تماماً حينما بدأت الصور الملوّنة تعلن عن نفسها وتنتشر تجارياً، فعلى غرار العديد من التحديثات المختلفة التي طالت الممارسات الفنية والثقافية الكلاسيكية، لم يجد التصوير الملوّن من يرحّب به في الأوساط الثقافية والاجتماعية ! وهذه الحالة الفنية متوقعة تماماً بعد حدوث أي تغييراتٍ جذرية ! حيث يتم التصدي التلقائي لها بمسوّغ حماية الأصالة الفنية وصيانة الفكرة الأصلية للممارسة.
ومع مرور الوقت استطاعت الصورة الملونة الاستيلاء على الواقع الفني تاركة المسارح الكلاسيكية ذات الجمالية الخاصة لصور الأبيض والأسود. إلا أن التاريخ يزداد عبقاً مع مرور الوقت وهذا ما أفضى لتوليد الشغف بالغوص في التفاصيل اللونية للأعمال التاريخية القديمة من خلال تلوينها ! حيث يستمتع المشاهد بالمساحة الفارغة بين مشاهدة صورة قديمة يعرفها وجديدة يراها لأول مرة ! صعوداً باتجاه الصور الشخصية والعائلية والتي تتضاعف قيمتها المعنوية لدى اكتسابها ألواناً حقيقية وكأنها تضخّ في عروقها الحياة من جديد.
عملية التلوين تُستخدم فيها غالباً تقنيةفوتوكرومPhotochrom Technique والتيتتيحإضافةالألوانيدوياًعلى أصولالصور المأخوذةبالأبيضوالأسود، ويتم الاعتماد في اختيار الألوان على المخيّلة بشكلٍ كبير، وبقدرٍ متباين من الذاكرة المثقّفة ذات البديهة البصرية المدرّبة القادرة على ملاحظة أدق التفاصيل والتعامل معها.
هناك العديد من الأصوات التي انتقدت التلوين داعيةً لترك الصور الأصلية بعبقها الحقيقيّ، وقد اعتمد أصحاب هذا الاتجاه على ضعف بعض الأعمال التي تمّ تشويهها باللون من مصورين غير محترفين، إلا أن هذه الحالات فردية لا ينبغي تعميمها. هنا يلعب اللون دوره حسب ألمعية من يمتلك الحسّ اللونيّ فائق الحساسية والذوق ليمنح الصورة ضوءً لا أن يسرقه منها.
فلاش:
بين إمكانية تلوين صورة قديمة .. وتعقيدات تلوين الذكرى العتيقة .. مساحةٌ خصبةٌ للإبداع