فوتوغرافيا التكرار .. حقيقة بحاجة لمشرط التجميل ! جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي www.hipa.ae بات التصوير جزءً أساسياً من يومها، حتى أن طريقة استخدامها لعينيها طغت عليها الكثير من مواصفات العدسة، بالذات فيما يتعلّق بالتحكّم بالتركيز البؤري ! إنها مُفرطة النشاط بالغة الحيوية والحماسة تكاد العدسة لا تفارقها في البيت والشارع والعمل وفي الرحلات أيضاً. من الأمور اليومية التي اعتادتها أن تشارك جديدها مع متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي بنَهَمٍ كبير وتنقل لهم كافة نتاجاتها البصرية. في أحد الأيام لاحظت وجود تعليق على مجموعةٍ من صورها يحملُ انتقاداً واضحاً وقد حَظِيَ بتأييد الكثيرين من المتابعين، استفاقت من غفلتها التي حَجَبَتها عن الاهتمام بآراء الجمهور، لأن جُلّ انشغالها كان في التصوير منذ الصباح وحتى المساء ونشر الصور. التعليق كان ينتقدُ نشرها لكل الصور التي تلتقطها دون استثناء أو فلترة أو انتقاء ! الأمر الذي يصيب المتابعين بالضجر عندما يشاهدون 10-15 صورة لنفس المشهد بعضهم يحقّقون التطابق الكامل ! التعليق كان من مصورٍ مخضرم، يخبرها أن التقاط عشرات الصور لنفس المنظر أو الموقف أمرٌ طبيعيّ، لكن من علامات نضج المصور أن ينتقي من كل مجموعةٍ صورةً واحدةً فقط بعد التدقيق والتمحيص، بحيث تكون متفوّقة على أخواتها بالتكوين والموضوع وتناسب الإطارات والتفاصيل الأخرى، وإبقاء الصور الأخرى في الأرشيف بعيداً عن منصات النشر، ذلك أن نشر الصور المتشابهة المكرّرة يخلق نوعاً من التكدّس الضار الذي يحجبُ عن المتابعين مساحات الإبداع ومميزات الهوية الفنية الخاصة بالمصور. إن جزءً كبيراً وهاماً من العمل الفوتوغرافي هو جلسة المشاهدة والتأمّل والتروّي لانتقاء الأفضل من الصور المستحقة للظهور للعلن، إن صوركَ كمصور هي بمثابة بطاقة تعريف متكاملة تمنح الآخرين انطباعاً عنك .. فلا تدع المجال لبطاقة غير ملائمة بالظهور. فلاش: كما تنتقي ماتصفُ به نفسك من عشرات التعابير .. انتقِ الصور التي تستحق أن “تعنونك”